العـزلة الإيجابيـة
..
كثيرا ما نشكو الآلام النفسية كالضغوط..
التي نتلقاها سواء بانشغالنا المستمر
أو حتى من الأشخاص الذين هم من حولنا..
ومصادر الضغوط جدا كثيرة..
ولربما اختلفت من شخص لآخر فما يعتبر ضغطا لشخص..
قد لا يعتبر ضغطا لشخص آخر..
هكذا خلقنا على سنة الإختلاف فسبحانك يارب..!
وأما العزلة فلها مدلول آخر.. وتجد الكثير يدخلها بمفهوم الوحدة..
ولعلي أوضح الإختلاف بتعريف لكل منهما..
فمفهوم الوحـدة هو :
" خبرة ذاتية قد يعاني منها الفرد على الرغم من وجوده
مع غيره من الناس وعندها تخلو حياته من علاقات اجتماعية
مشبعة بالألفة والمودة "
أما مفهوم العـزلة هو :
" عدم الإتصال بالجماعات البشرية لسبب أو أكثر ويعني
عدم مشاركة الفرد في شؤون الجماعة لعدم قدرته أو رغبته في ذلك.. "
ولكن ما نحن بصدده هنا العزلة الإيجابية..!
فما هي..؟
هي انفراد الشخص بنفسه .. ومحادثتها محادثة إيجابية..
والتأمل في النفس وما قدمته خلال مدة من الزمن..
وسببها كما أوضحت قد تكون لضغوط نفسية أو لمراجعة النفس..
ونفض غبار الذنوب عنها..وهذا كلنا يحتاج إليه..
وقد تكون كأن يختلي الفرد بنفسه بحجرة متأملا إنجازاته وما قدم
معرجا على علاقته بربه أولا.. هل هي كما يجب أم أن هناك قصور..؟
وبعلاقاته بمن حوله ثانيا..
أو أن يقرأ كتابا مفيدا.. أويحاسب نفسه بإيجابية..
وحتى يسير بدرب الصواب.. وقد قشع الضباب
الذي يحول بينه وبين الإيــاب..
وحتى نرقى بأنفسنا ونسعى لتطويرها..
وهذا يساعده على :
أن يعزز الشعور بالثقة..
والراحة النفسية وإطمئنان البال
تعطيه دفعة للأمـام
ورغبة بالإنجاز والتزود من خيري الدنيا والآخرة..
ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم
وسلفنا الصالح.. خير قدوة للعزلة الإيجابية..
فقد كانوا ينعزلون فترات للعبادة..
وذلك لتصفو أرواحهم.. وليكون هناك موازنة
بين الروح والجسد..
فما خلق من الأرض..غذاؤه من الأرض.!
الجسد : الطعام
وما خلق من السماء فغذاؤه ما جاء من السماء.!
الروح : القرآن
مثالين بسيطين..
فالعزلة تنمي الروح..إن كانت إيجابية..
وأخيرا فنحن بحاجة إلى مثل هذه العزلة..
حتى نرقى دينيا ودنيويا..